الهوية المفقودة لمنتخب ألمانيا… كيف يُرمَّم الـ"DNA"؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهوية المفقودة لمنتخب ألمانيا… كيف يُرمَّم الـ"DNA"؟ - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 05:59 مساءً

هرم مصر - لم يسبق للمنتخب الألماني أن عاش أزمة نتائج كارثية مثل تلك التي تلت مونديال روسيا 2018. صحيح أنّ الأوقات الصعبة لم تكن غريبة عليه، فقد واجه هزائم مؤلمة مثل سقوطه أمام إنكلترا 1–5 في مطلع الألفية، لكنه سرعان ما عوّضها، حتى بلغ نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.

تلك النكسة استغرقت سنوات للخروج من ظلالها، من خلال بناء جديد اعتمد على الأكاديميات، وصولاً إلى استعادة الزعامة العالمية في 2014. غير أنّ هذه الزعامة بدأت بالتلاشي تدريجاً بعد أربع سنوات، لتتفاقم الأزمة في السنوات الأخيرة مع إخفاقات متتالية: مونديال قطر 2022، مأساة أوروبا في 2024، ودوري الأمم الأوروبية في ميونيخ الصيف الماضي.

وبعد السقوط التراجيدي أمام سلوفاكيا 0–2 في مستهل تصفيات مونديال 2026 في دول أميركا الشمالية، لم يكن الأمر مجرّد نتيجة سيئة، بل صرخة حقيقية عن فقدان الهوية، كما عبّر النجم السابق باستيان شفاينشتايغر: "لقد فقدنا الـDNA"، لم يقصد بذلك أسلوب اللعب فحسب، بل الروح نفسها التي كانت تصنع الفرق بين منتخب قادر على الفوز في أصعب الظروف وآخر يتخبط بين التشكيلات والأدوار.

ولم يجد لوثر ماتيوس، المعروف بصراحته، كلمات لطيفة أيضاً، معقباً: "لا أرى أي هوية في هذا المنتخب"، مذكّراً الجميع بأنّ "المانشافت" لم يعد يعرف من هو وماذا يمثل؟

وشدّد النجم السابق ماتياس سامر على أنّ ألمانيا ضيّعت قوتها بانغماسها في تقليد أساليب الفرق الأخرى، بينما وجّه شتيفان إيفنبرغ اتهامات للمدرب الحالي يوليان ناغلسمان، بأنّ التجريب المفرط وحصر اللاعبين في خطوط الركض والتمريرات الميكانيكية يقتل العفوية التي كانت تصنع مجد المنتخب.

وجاء الفوز على أيرلندا الشمالية 3–1 ليخمد بعض الانتقادات موقتاً، ويمنح الفريق بصيص أمل، لكنه لم يكن كافياً لحل الأزمة بالكامل. ففي الشوط الأول على ملعب كولن، ارتفعت صافرات الاستهجان، إذ لم ينس الجمهور ضعف الأداء وترهله، والفجوات التكتيكية والذهنية بقيت واضحة رغم الانتصار.

المفارقة أنّ ألمانيا لا تعاني من نقص المواهب، إذ يملك الفريق لاعبين مبدعين مثل فلوريان فيرتز، لكن حتى هؤلاء لم يحصلوا على أدوار ثابتة داخل خطة واضحة، بينما الشبان الآخرون يدخلون ويخرجون بلا انتظام، كأنهم في حقل تجارب، مما يعوق تطوّرهم ويضيّع فرصة بناء مستقبل مستقر للمنتخب.

ناغلسمان، رغم كل ذلك، لا يخفي طموحه الكبير، فهو يضع الفوز بالمونديال هدفاً، لكنه يواجه تحدياً هائلاً: كيف يمكن لفريق يبحث عن نفسه ويجرب تشكيلاته باستمرار أن يكون جاهزاً لمواجهة العالم؟ وكيف يمكن للاعبين الشباب أن يجدوا مكاناً ثابتاً وسط تغييرات مستمرّة؟

 

منتخب ألمانيا يبحث عن هوية. (أ ف ب)

 

الحل، كما يشير الخبراء والأساطير، بسيط لكنه يتطلب شجاعة حقيقية: تثبيت تشكيلة أساسية، حسم دور يوزوا كيميش كظهير، منح المواهب الشابة دقائق ثابتة ومساحة لتطوير أنفسهم، وإعادة بناء الروح الجماعية للمنتخب المعروفة باسم "Mannschaftsgeist" وعلى المدى الطويل، يجب صوغ فلسفة ألمانية حديثة تجمع بين الانضباط والصلابة والحرية الإبداعية، بحيث لا تضيع القوة ولا يُقتل الإبداع.

الهوية ليست مجرّد تقاليد أو ألقاب، بل نتاج قرارات وإيمان جماعي. ألمانيا سقطت قبل ذلك وعادت، ففي 2004 كانت على حافة الانهيار، ثم ولدت من جديد في 2010 وبلغت القمة في 2014. اليوم التحدي أكبر، والوقت ينفد، لكن العودة ممكنة إذا قرّر "المانشافت" أن يستعيد نفسه قبل أن يدخل مرحلة فراغ تاريخي لم يعرفها من قبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق